منتدى مدرسة ~البنوتات~
السلام عليكن زائراتنا
اذا كانت هذه اول تزورون فيها هذا المنتدى فيسرنا أن تسجلن معنا
~نحن بخدمتكن~
منتدى مدرسة ~البنوتات~
السلام عليكن زائراتنا
اذا كانت هذه اول تزورون فيها هذا المنتدى فيسرنا أن تسجلن معنا
~نحن بخدمتكن~
منتدى مدرسة ~البنوتات~
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى ~للبنات~ فقط :-) فيه كل ماتحتاجه الفتات من أوامر الدراسة و احتياجات الحياة......تفضلن معنا يسرنا تسجيلكن هناااا
 
الرئيسيةالسلام عليكن حبأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول

 

  نصائح و توجيهات في استقبال رمضان لبعض المشايخ و العلماء

اذهب الى الأسفل 

استفدت
استفدت
	نصائح و توجيهات في استقبال رمضان لبعض المشايخ و العلماء 98b8ea10100%	نصائح و توجيهات في استقبال رمضان لبعض المشايخ و العلماء 98b8ea10
 100% [ 1 ]
لم استفد
	نصائح و توجيهات في استقبال رمضان لبعض المشايخ و العلماء 98b8ea100%	نصائح و توجيهات في استقبال رمضان لبعض المشايخ و العلماء 98b8ea10
 0% [ 0 ]
لا يهمني
	نصائح و توجيهات في استقبال رمضان لبعض المشايخ و العلماء 98b8ea100%	نصائح و توجيهات في استقبال رمضان لبعض المشايخ و العلماء 98b8ea10
 0% [ 0 ]
مجموع عدد الأصوات : 1
 

كاتب الموضوعرسالة
~أمينة*الله~
مُؤَسِّسَةُ المُنْتَدَى
مُؤَسِّسَةُ المُنْتَدَى
~أمينة*الله~


المساهمات : 30
تاريخ التسجيل : 05/05/2017
العمر : 20
الموقع : باتنة

	نصائح و توجيهات في استقبال رمضان لبعض المشايخ و العلماء Empty
مُساهمةموضوع: نصائح و توجيهات في استقبال رمضان لبعض المشايخ و العلماء   	نصائح و توجيهات في استقبال رمضان لبعض المشايخ و العلماء I_icon_minitimeالأربعاء مايو 24, 2017 8:38 pm

نصيحة بمناسبة استقبال شهر رمضان للشيخ بن باز رحمه الله


سماحة الشيخ ما نصيحتكم للمسلمين ونحن نستقبل هذا الشهر الفضيل؟


نصيحتي للمسلمين جميعاً أن يتقوا الله جل وعلا، وأن يستقبلوا شهرهم العظيم بتوبة صادقة من جميع الذنوب، وان يتفقهوا في دينهم وأن يتعلموا أحكام صومهم وأحكام قيامهم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين[1]، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وسلسلت الشياطين[2] ولقوله صلى الله عليه وسلم: إذا كان أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وصفدت الشياطين ويناد منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة[3].
وكان يقول صلى الله عليه وسلم للصحابة: أتاكم شهر رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله[4].
ومعنى: أروا الله من أنفسكم خيراً: يعني سارعوا إلى الخيرات وبادروا إلى الطاعات وابتعدوا عن السيئات.
ويقول صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه[5].
ويقول صلى الله عليه وسلم: يقول الله جل وعلا: كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من اجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك[6].
ويقول صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم[7].
ويقول صلى الله عليه وسلم: من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه[8] رواه البخاري في الصحيح.
فالوصية لجميع المسلمين أن يتقوا الله وان يحفظوا صومهم وأن يصونوه من جميع المعاصي، ويشرع لهم الاجتهاد في الخيرات والمسابقة إلى الطاعات من الصدقات والإكثار من قراءة القرآن والتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والاستغفار؛ لأن هذا شهر القرآن: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ[9].
فيشرع للمؤمنين الاجتهاد في قراءة القرآن، فيستحب للرجال والنساء الإكثار من قراءة القرآن ليلاً ونهاراً، وكل حرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها كما جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، مع الحذر من جميع السيئات والمعاصي، مع التواصي بالحق والتناصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فهو شهر عظيم تضاعف فيه الأعمال، وتعظم فيه السيئات، فالواجب على المؤمن أن يجتهد في أداء ما فرض الله عليه وأن يحذر ما حرم الله عليه، وأن تكون عنايته في رمضان أكثر واعظم، كما يشرع له الاجتهاد في أعمال الخير من الصدقات وعيادة المريض واتباع الجنائز وصلة الرحم، وكثرة القراءة وكثرة الذكر والتسبيح والتهليل والاستغفار والدعاء، إلى غير هذا من وجوه الخير، يرجو ثواب الله ويخشى عقابه، نسأل الله أن يوفق المسلمين لما يرضيه، ونسأل الله أن يبلغنا وجميع المسلمين صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً، نسأل الله أن يمنحنا وجميع المسلمين في كل مكان الفقه في الدين والاستقامة عليه، والسلامة من أسباب غضب الله وعقابه، كما أسأله سبحانه أن يوفق جميع ولاة أمر المسلمين وجميع أمراء المسلمين، وأن يهديهم وأن يصلح أحوالهم، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في جميع أمورهم، في عبادتهم وأعمالهم وجميع شئونهم، نسأل الله أن يوفقهم لذلك، عملاً بقوله جل وعلا: وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ[10]، وعملاً بقوله جل وعلا: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ[11]، وعملاً بقوله سبحانه: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً[12]، وعملاً بقوله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً[13]، وعملاً بقول الله سبحانه: قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ[14]، وقوله سبحانه: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا[15].
هذا هو الواجب على جميع المسلمين وعلى أمرائهم، يجب على أمراء المسلمين وعلى علمائهم وعلى عامتهم أن يتقوا الله وأن ينقادوا لشرع الله، وأن يحكموا شرع الله فيما بينهم ؛ لأنه الشرع الذي به الصلاح والهداية والعاقبة الحميدة وبه رضا الله وبه الوصول إلى الحق الذي شرعه الله وبه الحذر من الظلم.
نسأل الله للجميع التوفيق والهداية وصلاح النية والعمل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه.







[1] رواه البخاري في العلم باب من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين برقم 71، ومسلم في الزكاة باب النهي عن المسألة برقم 1037.
[2] رواه البخاري في بدء الخلق باب صفة إبليس وجنوده برقم 3277، ومسلم في الصيام باب فضل شهر رمضان برقم 1079.
[3] رواه الترمذي في الصوم باب ما جاء في فضل شهر رمضان برقم 682، وابن ماجة في الصيام باب ما جاء في فضل شهر رمضان برقم 1642.
[4] ذكره المنذري في الترغيب والترهيب باب الترغيب في صيام رمضان برقم 1490، وقال رواه الطبراني.
[5] رواه البخاري في الصوم باب من صام رمضان إيماناً واحتساباً برقم 1901، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب الترغيب في صيام رمضان برقم 760.
[6] رواه البخاري في التوحيد باب قول الله تعالى: يريدون أن يبدلوا كلام الله برقم 7492، ومسلم في الصيام باب فضل الصيام برقم 1151، وابن ماجة في الصيام باب ما جاء في فضل الصيام برقم 1638.
[7] رواه البخاري في الصوم باب هل يقول إني صائم إذا شتم برقم 1904.
[8] رواه البخاري في الصوم باب من لم يدع قول الزور برقم 1903.
[9] سورة البقرة، الآية 185.
[10] سورة المائدة، الآية 49.
[11] سورة المائدة، الآية 50.
[12] سورة النساء، الآية 65.
[13] سورة النساء، الآية 59.
[14] سورة النور، الآية 54.
[15] سورة الحشر، الآية 7.


عدل سابقا من قبل ~أمينة*الله~ في الأربعاء مايو 24, 2017 8:51 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://http-albanat.rigala.net
~أمينة*الله~
مُؤَسِّسَةُ المُنْتَدَى
مُؤَسِّسَةُ المُنْتَدَى
~أمينة*الله~


المساهمات : 30
تاريخ التسجيل : 05/05/2017
العمر : 20
الموقع : باتنة

	نصائح و توجيهات في استقبال رمضان لبعض المشايخ و العلماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: نصائح و توجيهات في استقبال رمضان لبعض المشايخ و العلماء   	نصائح و توجيهات في استقبال رمضان لبعض المشايخ و العلماء I_icon_minitimeالأربعاء مايو 24, 2017 8:39 pm

فضائل شهر رمضان للشيخ صالح الفوزان حفظه الله



الخطبة الأولى
الحمد لله ذي الفضل والإنعام، فضل شهر رمضان على غيره من شهور العام، خصه بمزيد من الفضل والكرم والإنعام، وأشهدٌ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، في ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ)، وأشهدٌ أن محمداً عبدُه ورسوله أفضل من صلى وصام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الكرام، وسلم تسليماً كثيرا أما بعد:
أيُّها الناس، اتقوا الله تعالى، واشكروه إذ بلغكم شهر رمضان، وسلوه أن يعينكم في هذا الشهر على اغتنام أوقاته بالطاعات والخيرات، فإنه موسم عظيم ووافد كريم فضله الله سبحانه وتعالى فقالشَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) فهذا الشهر خير كله أيامه ولياليه ساعاته وأوقاته، ولكن الشأن فينا نحن بماذا نستقبل هذا الشهر؟ وبماذا نقضي أوقاته المباركة؟ فالشهر شهر عظيم، ولكن المشكلة عندنا نحن في أنفسنا، فلنعرف قدر هذا الشهر ولنستقبله بالبشر والسرور قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدومه قال:"أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك، جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعا"، وذكر له فضائل كثيرة:
فأول فضائل هذا الشهر: أن الله أنزل فيه القرآن أي ابتدأ إنزال القرآن في هذا الشهر وذلك في ليلة القدر كما قال جل وعلاإِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)،(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ) فابتدأ بإنزال القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ثم تتابع نزوله على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقاً حسب الوقائع والنوازل إلى أن أكمله الله عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حينما أنزل الله عليه قولهالْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً)، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص هذا الشهر بتلاوة القرآن أكثر من غيره، وكان صحابته والمسلمون من بعدهم يقبلون على تلاوة القرآن في هذا الشهر العظيم، فهو شهر القرآن، وهو شهر الصيام، فالله جل وعلا جعل صيامه فريضةً وركناً من أركان الإسلام (مَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)، النبي صلى الله عليه وسلم جعل صيام رمضان من أركان الإسلام الخمسة قال صلى الله عليه وسلم:"بني الإسلام على خمسة أركان:شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، حج بيت الله الحرام من استطاع إليه سبيلا"، فيجب على كل مسلم مقيم أن يصوم هذا الشهر من أوله إلى آخره أداءً في وقته، أما من كان معذوراً بسفر أو بمرض فإنه يفطر أيام سفره وأيام مرضه على أن يقضي ما أفطره من أيام آخر، والنبي صلى الله عليه وسلم شرع لنا وسن لنا قيام ليله قال صلى الله عليه وسلم:"من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" وقال صلى الله عليه وسلم:"من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"، وقد جاء من يفسر قيام رمضان بقوله صلى الله عليه وسلم:"من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة"، فقيام رمضان فيه فضل عظيم، يكفر الله به الذنوب، من قام رمضان إيمانا واحتسابا، إيماناً وتصديقاً به وبفضله واحتساب لأجره فإن الله يغفر له ما تقدم من ذنبه وذلك بالذنوب الصغائر، أما الذنوب الكبائر فإنها لا تكفر إلا بالتوبة (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ)، قال صلى الله عليه وسلم:"الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر"، وأصحاب الكبائر متى تابوا إلى الله قبل الله توبتهم وغفر ذنوبهم (إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً)، ولكن في شهر رمضان تتأكد التوبة والاستغفار على كل مسلم أن يحاسب نفسه وينظر في أعماله ليدخل في هذه الشهر وقد طهر نفسه من الذنوب حتى يدخل فيه بنفسي نقية حتى يتفرغ لعبادة الله سبحانه وتعالى.
ومن فضائل هذا الشهر: أنه تفتح فيه أبواب الجنان، وذلك بتيسير الأعمال الصالحة وتسيلها على أهل الإيمان، لأن الجنة إنما تحصل بالأعمال الصالحة بسبب الأعمال الصالحة، فالله يفتح أبواب الجنان لأجل أن يتسابق المسلمون إليها بالأعمال الصالحة، وهي في هذا الشهر موفرة وميسرة لمن يسره الله له، وتغلق فيه أبواب النيران وذلك بأن المسلمين يتوبون إلى الله ويستغفرونه فينجون من النار، لأن الأعمال السيئة سبب لدخول النار، فالله جلَّ وعلا يغلقها عنهم في هذا الشهر بمعنى أنه يسر لعباده التوبة والاستغفار وترك الذنوب والمعاصي حتى ينجو من هذه النار، وهذا الشهر يغلو في الشيطان فلا يتمكن من إشغال المسلمين عن دينهم، كما كان يفعل ذلك في غير رمضان، في رمضان الله جلَّ وعلا يمنعه عن عباده المؤمنين لا يوسوس لهم، ولا يشغلهم، ولا يصدهم عن الأعمال الصالحة، ولهذا تجد المسلمون ينشطون في هذا الشهر ويقبلون على الأعمال الصالحة أكثر من غيره عن رغبة وطواعية لأن الشيطان لا يتمكن من إشغالهم وصدهم عن الأعمال الصالحة وهذا شيء مشاهد، فإن إقبال الناس على العبادة في هذا الشهر دليل على أن الشيطان قد منع من أن يحول بينهم وبين الطاعات لكنه يسلط على أولياءه، فالله جل وعلا منع حزبه وجنده من أن يتسلط عليهم الشيطان قالقَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ)، فعباد الله المخلصون ليس للشيطان عليهم سبيل لاسيما في رمضان، أما جنده وحزبه فإنه مسلط عليهم في كل وقت ويزداد شره في هذا الشهر كما قال سبحانه وتعالى وَاسْتَفْزِزْ مَنْ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَولادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً* إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً)، ولذلك تجد أهل الشر يعدون العدة لهذا الشهر ويخططون البرامج الهابطة والمسلسلات المضحكة، وأنواع من اللهو واللعب، ينوعنه في هذا الشهر من أجل أن يصدوا الناس عن الطاعة ويشغلوهم باللهو واللعب والمعاصي تيسرت لهم السبل في الإذاعات والمحطات والانترنت وغير ذلك، أكثر ممن سبق وهذا خطر عظيم، يجب على المسلم أن يحفظ نفسه وأن يحفظ أهل بيته وأن يطهر بيته من هذه الوسائل الشريرة وهذه البرامج الهابطة وحتى متابعة الإذاعات ومتابعة الفضائيات حتى ولو كانت فيها خير فإنها تشغل عن الذهاب إلى المساجد ومشاركة المسلمين في الصلوات النوافل والفرائض وتلاوة القرآن، فتجدهم يتابعون هذه البرامج في أوقاتها وربما يتأخرون عن صلاة الجماعة متابعة لها، فالمسلم يغلق هذه الأبواب يغلقها دائما وفي شهر رمضان آكد ولا يشغل نفسه ولا يشغل أهل بيته ويشغل زواره بهذه البرامج التي أقل أحوالها إن كان فيها خير أنها تشغل عما هو أهم منها فكيف إذا كانت كلها شر وكلها دسائس شيطانية، فعليكم أن تتنبهوا فإن أعوان الشيطان وجند الشيطان يتسلطون في هذا الشهر وينعون البرامج من أجل أن يجذبوا الناس إليها ويشغلوهم بها عن دينهم ودنياهم وعن آخرتهم وعن شهرهم فلنتقي الله، ولنحذر من هذه الشواغل وهذه الأمور حتى أمور الدنيا حتى طلب الرزق الذي لا يحتاجه الإنسان طلب للتجارة، ينبغي للمسلم أن يخفف أن يخفه في هذا الشهر وأن يصرف جولا وقته في طاعة الله سبحانه وطلب الدنيا له وقت آخر وهذا الوقت يفوت، وأما طلب المال والكسب فهذا لا يفوت، فعلى المسلم أن يتنبه لذلك، كذلك هؤلاء يشغلون المسلمين بالمسابقات وما أدرك ما المسابقات يجعلون فيها دراهم والدراهم تجذب القلوب فتجدهم يتابعون هذه المسابقات ويشغلون أوقاتهم فيها ربما يحصل على شيء من الدراهم وربما لا يحصل على شيء، ولو حصل على ملايين من الجوائز فإنها لا تعادل حسنة واحدة في هذا الشهر المبارك، فعلى المسلم أن يتسابق في الخيرات، وأن يسابق إلى الجنات ويسارع إلى الطاعات، وأن يترك هذه الأمور ولا يشغل نفسه بها أو يشغل أولاده أو أهل بيته بها فإنها صوارف إنها ضياع للوقت والعمر إنها ضياع لهذا الشهر العظيم.
فلنتقي الله، أيها المسلمون، هذا الشهر شهر عظيم كله، خير كله بركة نهاره صيام وليله قيام وذكر لله سبحانه وتعالى، فالمسلم إما أن يشغل وقته دائما في الفرائض والنوافل والطاعات أو يستريح بالنوم لينشط على العبادة، والنوم الذي بمقدار، أما الذي ينام يسهر الليل على القيل والقال والأكل والشرب والملذات ثم ينام النهار كله ويقول أنا صائم هذا من العجائب صائم يترك الصلوات يترك الفرائض لا يصلي مع الجماعة لا يتجه إلى المساجد هذا صائم، الصيام ليس عن الأكل والشرب فقط، الصيام إنما هو إمساك عن كل ما حرم الله سبحانه وتعالى، ومن أعظم ذلك إضاعة الفرائض في أوقاتها، فعلى المسلمين أن يتنبهوا لهذا الأمر، فشهر رمضان ليس شهر للكسل والأكل والشرب إنما هو شهر للطاعة والجد والاجتهاد للقول العمل ولا مانع أن يأخذ الإنسان قسطاً من الراحة لا يفوت عليه خيراً، لا يفوت عليه صلاة الجماعة، لا يفوت عليه المشاركة في الخير، بل يجمع بين ما يريح جسمه وما يحي قلبه وروحه وفكره بذكر الله سبحانه وتعالى هذه فرصة، والفرص لا تدوم، وشهر رمضان ربما لا يتكرر عليك مرة ثانية فيكون هذا الشهر ختاماً لحياتك بل تختمها بخير ختام، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم، أقولٌ قول هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله، وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلَّم تسليماً كثيرًا، أما بعد:
أيُّها الناس، ينادي منادينا كل ليلة من ليالي شهر رمضان يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة، يا باغي الخير أقبل هل أحد لا يريد الخير؟ كلنا يريد الخير كل الناس يريدون الخير، لكن الشأن لا يقتصر على الإرادة لابد من العمل، فإذا أردت الخير فعمل (وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً)، فإذا أردت الخير فعمل، اعمل الخير ولا يكفي الإرادة فإن في الحديث:"العاجز من اتبع نفسه هواها وتمن على الله الأماني، فالأماني لا تنفع ولإرادة وحدها من دون عمل لا تنفع يا باغي الخير أقبل أقبل على الله بالطاعات أقبل على الله بالقوربات، وأول ذلك المحافظة على الفرائض في أوقاتها ثم بقية الأعمال بادر بها نوعها اشتغل بها فإنك بحاجة إليها عما قريب والله عما قريب ستحتاج إلى الحسنة الواحدة حينما يحضرك الأجل ويختم العمل وتتمنى الرجوع لعمل صالحاً فلا تمكن من ذلك، فأنت الآن في زمن الطلب وفي زمن الأمنية وقد أهلَّ الله عليك هذا الشهر فبادره بالطاعات والقروبات يا باغي الخير أقبل، أقبل على الله وأعرض عما سواه، أقبل على الله بالطاعات والقروبات والصدقات وفعل الخيرات، أقبل بكل أنواع الإقبال على الله فإن الله مقبل عليك سبحانه وتعالى ويتقبل منك القليل والكثير ويضاعف لك القليل أضعاف كثيرة(إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً)، فأقبل على الله بكل أنواع الإقبال فإن الله مقبل عليك ما دمت مقبل عليه، أما إذا أعرضت عن الله فإن الله جلَّ وعلا يعرض عنك فهو غنيٌ عنك وأنت الفقير المحتاج إليه، ويا باغي الشر أقصر، يا من يريد إضلال الناس وإغواء الناس وإفساد الناس، يا من يريد إشغال الناس بالملاهي والمعازف والمزامير، يا من يريد إشغال الناس بالتمثيليات والخزعبلات، يا من يريد إشغال الناس بالمضحكات والملهيات أقصر، أقصر أخسر أخسا عدو الله فإنك مهزوم وإنك مغبون وإنك مطرود فعليك أن تعرف قدر نفسك ولا تشغل المسلمين، يا باغي الشر أقصر، أقصر عن الشر فإن لم تقصر فستقصر بأمر الله سبحانه وتعالى وستخصر يوم لا ينفعك الندم.
فتقوا الله، عباد الله، وبادروا بالخيرات ما دامت ممكنةً لكم وميسرةً لكم فإن الفرص لا تدوم وإن الحياة زائلة وإن العمل باقي على خيره أو وشره.
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هديِّ محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكلٌ بدعة ضلالة.
وعليكم بالجماعة، فإن يدا الله على الجماعة ومن شذَّ شذَّ في النار ثم اعلموا أن الله أمركم بأمر عظيم فقال سبحانه وتعالى (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبينا محمَّد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين،الأئمة المهديين، أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن الصحابة أجمعين، وعن التابِعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.
اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين، اللَّهُمَّ بارك لنا في شهر رمضان، اللَّهُمَّ أرزقنا فيه القوة والاحتساب العمل الصالح، اللَّهُمَّ أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللَّهُمَّ ارزقنا من فضائله ومغانمه ما يسرته لنا، اللَّهُمَّ أعنا على صيامه وقيامه وحفظ أيامه من الخلل والضياع، (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، اللَّهُمَّ أصلح ولاة أمورنا واجعلهم هداة مهدين غير ضالين ولا مضلين، اللَّهُمَّ أصلح بطانتهم وأبعد عنهم بطانة السوء والمفسدين يا رب العالمين.
عبادَ الله،(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)،(وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://http-albanat.rigala.net
~أمينة*الله~
مُؤَسِّسَةُ المُنْتَدَى
مُؤَسِّسَةُ المُنْتَدَى
~أمينة*الله~


المساهمات : 30
تاريخ التسجيل : 05/05/2017
العمر : 20
الموقع : باتنة

	نصائح و توجيهات في استقبال رمضان لبعض المشايخ و العلماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: نصائح و توجيهات في استقبال رمضان لبعض المشايخ و العلماء   	نصائح و توجيهات في استقبال رمضان لبعض المشايخ و العلماء I_icon_minitimeالأربعاء مايو 24, 2017 8:47 pm



رمضان شهر القيام والصيام وتلاوة القرآن للشيخ الدكتور رضا بوشامة حفظه الله



الحمد لله ربّ العالمين، به سبحانه نستهدي، وإياه نستكفي، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله العليّ العظيم، وهو المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبعد:
ففي هذه الأيام المباركة يحل علينا ضيف عظيم وشهر كريم، يهلُّ علينا هلاله، وهو شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، أوجب الله تعالى صيامه، وشرع لنا نبينا صلى الله عليه وسلم عند رؤية هلاله وهلال كلِّ الشهور أن نذكر الله بذكر فيه بيان عظمة الرب الذي سخر لنا هذه الأهلَّة ومنازلها لنعرف أوقات زماننا فنعرف وقت حجنا وصيامنا وانقضاء شهورنا، وقد قال الله تعالى في بيان فوائد الأهلة: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ).
أي يسألونك يا محمد عن الأهلة ومحاقها وتمامها واستوائها، وتغير أحوالها بزيادة ونُقصان واستسرارها، وما المعنى الذي خَالف بينه وبين الشمس التي هي دائمة أبدًا على حال واحدة لا تتغير بزيادة ولا نقصان؟ - فقلْ يا محمد: خالف بين ذلك ربُّكم لتصييره الأهلة التي سألتم عن أمرها مواقيتَ لكم ولغيركم من بني آدم في معايشهم، ترقبون بزيادتها ونقصانها ومحاقِها واستسرارها وإهلالكم إياها، أوقات حَلّ ديونكم، وانقضاء مدة إجارة من استأجرتموه، وتصرُّم عدة نسائكم، ووقت صومكم وإفطاركم وحجِّكم، فجعلها مواقيت للناس.
فالقمر والهلال الذي جعله الله ميقاتا للناس من أعظم الأدلة التي دلَّت على عظمة هذا الخالق سبحانه وكمال قدرته ، يقول ابن القيم رحمه الله: ( وانظر إلى القمر وعجائب آياته، كيف يُبديه الله كالخيط الدَّقيق، ثم يتزايد نورُه ويتكامل شيئاً فشيئاً كلَّ ليلة حتى ينتهي إلى إبداره وكماله وتمامه، ثمَّ يأخذ في النقصان حتى يعود على حالته الأولى؛ ليظهر من ذلك مواقيتُ العباد في معاشهم وعباداتهم ومناسكهم، فتميَّزت به الأشهر والسنون، وقام به حسابُ العالم مع ما في ذلك من الحكَم والآيات والعبر التي لا يُحصيها إلاَّ الله ). اهـ.
وقد عدَّ الله في القرآن الكريم هذا ضمن آياته العظام وبراهينه الجسام، يقول الله تعالى: (وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُون وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيم لاَ الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلاَ اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُون).
وقوله: (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ) أي: يَنْزِلُها، كلَّ ليلة ينْزل منها واحدة، إلى أن يصغر جدًّا فيكون كالعرجون القديم، أي: كعذقة النخل إذا قدم وجفَّ وصغر حجمه وانحنى، ثمَّ يُهلُّ في أول الشهر ويبدأ يزيد شيئاً فشيئاً حتَّى يتمَّ نورُه ويتسق ضياؤه، فما أعظمها من آية، وما أوضحها من دلالة على عظمة الخالق، وعظمة أوصافه سبحانه، ولا ريب أنَّ التَّأملَ في هذه الآية وغيرها مِمَّا دعا الله عباده في كتابه إلى التفكر فيها وتأمُّلها يهدي العبدَ إلى العلم بالربِّ سبحانه بوحدانيته وصفات كماله ونعوت جلاله من عموم قدرته وسعة علمه وكمال حكمته، وتعدد برِّه وإحسانه، ومن ثمَّ يُخلص الدِّينَ له ويُفردُه وحده بالذُّلِّ والخضوعِ والحبِّ والإنابة والخوف والرجاء، فهي دلائلُ ظاهرة وبراهينُ واضحة على تفرُّد الله بالربوبية والألوهية والعظمة والكبرياء.
وأما الذكر الذي حث عليه نبينا صلى الله عليه وسلم أن نقوله عند رؤية هلال رمضان وغيره من الشهور هو ما أخرجه الترمذي عن طلحة رضي الله عنه: أَنَّ النَبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذا رَأَى الهِلاَلَ قَالَ: (اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِاليُمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ، رَبِيَ وَرَبُّكَ اللهُ).
فقوله: (إذا رأى الهلال) الهلال هو طلعة القمر لليلتين أو لثلاث، وفي غير ذلك يُقال له قمر.
وقوله: (أهلَّه علين) أي أطلعه علينا، وأرنا إيَّاه.
وقوله: «باليُمن والإيمان» واليمن هو السعادة، وفي رواية أخرى (بالأمنُ) والأمن هو الطمأنينة والراحة والسكون والسلامة من الآفات والشرور.
والإيمان هو الإقرار والتصديق والخضوع لله، وهو الإيمان بالله وكتبه وملائكته ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
والإيمان بالله هو الإيمان والإقرار بوجوده وتفرده بالخلق والرَّزق والإماتة والإحياء والتصرف في الكون وأنه لا شريك له في ذلك.
والإيمان بأنه المستحق بالعبادة المتفرد بالألوهية فلا يُعبد إلا هو ولا يصلى ولا يُسجد إلا له، ولا يُذبح ويُنذر إلا له سبحانه.
والإيمان بأن له الأسماء الحسنى والصفات العلى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
والإيمان بملائكته وأنهم خلق من خلقه خلقهم من نور ، وهم ذوو أجنحة، وعدد كثير لا يعلم عددهم إلا هو سبحانه.
والملائكةُ منهم الموكَّلون بالوحي، والموكَّلون بالقَطر، والموكَّلون بالموت، والموكَّلون بالأرحام، والموكَّلون بالحفظ، والمُوكَّلون بالجنَّة، والمُوكَّلون بالنار، والمُوكَّلون بغير ذلك، وكلُّهم مستسلمون منقادون لأمر الله، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمَرون.
والإيمان بالكتب المنزلة على أنبياء الله، كصحف إبراهيم والتوراة والإنجيل، والقرآن وأنه كلام الله تعالى.
والإيمان بالرسل والأنبياء، وما أخبر الله عنهم في كتابه، أولهم آدم وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم فتجب محبتهم ومحبة نبينا ويجب اتباعه والعمل بما شرع، فمحبته محبة لله عز وجل واتباعه هو تباع الله عز وجل.
والإيمان بالقدر خيره وشره، وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وكلُّ شيءٍ لا يخرج عن قضاء الله وقدره وخلقه وإيجاده.
وقوله: «والسلامة والإسلام» السلامة هي الوقاية والنجاة من الآفات والمصائب، والإسلام هو الاستسلام لله والانقياد لشرعه.
ذوجاء تفسير الإسلام في حديث جبريل الطويل الذي رواه مسلم في صحيحه من حديث عمر، قال: والإسلام أن تشهدَ أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسولُ الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحجَّ البيتَ إن استطعت إليه سبيل.
ثم قال في آخر الحديث: أي حديث رؤية الهلال: (ربِّي وربُّك الله) ففيه بيان أنَّ الكلَّ مربوب مخلوق لهذا الرب العظيم، الذي لا يستحق العبادة والإنابة والخضوع إلا هو سبحانه، لا أكبر المخلوقات كالسموات والأرض والشمس والقمر، ولا أحقرها وأصغرها كالإنسان الذي لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا فكيف يملكه لغيره من بني جنسه، وفي هذا ردٌّ على مَن عبد أحداً من المخلوقات من دون الله (ومن آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لاَ تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُون).
ثمَّ إنَّ الحديثَ فيه فوائد كثيرة أشير إلى شيء منها، فمنها أنَّ فيه بياناً للفرق بين الإيمان والإسلام وأنَّهما ليسا شيئاً واحداً عندما يجتمعان في الذِّكر، بل لكلِّ واحد منهما معنى خاص، فالإيمان يُراد به الاعتقادات الباطنة، والإسلام يُراد به الأعمال الظاهرة، أمَّا عند إفراد كلِّ واحد منهما بالذِّكر فإنَّه يكون متناولاً لمعنى الآخر.
وفيه أنَّ الأمنَ مرتبطٌ بالإيمان، والسلامةَ مرتبطةٌ بالإسلام، فالإيمان طريق الأمن والأمان، والإسلام طريق السلامة، ومن رام الأمن والسلامة بغيرهما ضلَّ، والله تعالى يقول: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُون)، وما نراه اليوم ونلمسه من انعدام الأمن في كثير من بلدان المسلمين فضلا عن بلاد الكفرة والملحدين سببه البعد عن الله وعن دينه الذي فرضه على عباده، وأوجب عليهم اتباعه والعمل به وتحكيمه في أنفسهم قبل كل شيء، ثم فيمن جعلهم الله تحت ولايتهم، فلا بد من صدق الرجوع إلى الله حتى يرفع ما حلَّ بالمسلمين من بلاء ومحن ومصائب وإحن، قال صلى الله عليه وسلم: (يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تدعى الأكلة إلى قصعتها ، فقال قائل : و من قلة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير و لكنكم غثاء كغثاء السيل و لينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم و ليقذفن الله في قلوبكم الوهن ، فقال قائل : يا رسول الله و ما الوهن ؟ قال حب الدنيا و كراهية الموت).
فهذا سبب من أسباب المحن التي حلت بالأمة الإسلامية، حب الدنيا وكراهية الموت، وحب الدنيا يجر إلى ارتكاب المحرمات وتحليلها، وترك الواجبات والتنفير منها، وفي حديث آخر قال عليه الصلاة والسلام: (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لاينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم).
فترك المأمور واجتناب المحظور يؤدي إلى تسليط الكافر وتسليط الذل والمهانة والانتكاس، والدواء هو الرجوع إلى الله والفرار إليه، (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِين)، (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون ).
ومن فوائد الحديث أنَّ فيه لفتةً كريمةً إلى أنَّ أهمَّ ما تُشغل به الشهور وتُمضى فيه الأوقات هو الإيمانُ بالله وبما أمر عباده بالإيمان به، والاستسلامُ له سبحانه في كلِّ أحكامه وجميع أوامره.
قال ابن القيم رحمه الله: ( السَّنَةُ شجرة، والشهورُ فروعها، والأيامُ أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمرها، فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبة، ومن كانت في معصية فثمرته حنظل، وإنَّما يكون الجَذَاذ يوم المعاد، فعند الجَذاذ يتبيَّن حلوُ الثمار من مُرِّها ). اهـ.
وأعظم الشهور مرورا على الإنسان هو شهر رمضان المبارك، شهر النفحات والخيرات وإقالة العثرات، يستوجب من العبد القيام بحقه من صيام وقيام وقراءة القرآن، وبر وإحسان وصدقة على الفقراء والمحتاجين، الذين هم في أشد الحاجة إلى من يعنيهم على صيام الشهر حتى لا يشغلهم طلب الرزق والسعي وراءهم عن عبادة ربهم في هذا الشهر الكريم، والعبد مطالبٌ بأن يكون في هذا الشهر العظيم من المحسنين الكرماء، اقتداء بخير الخلق عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، فقد كان أجود الناس على الإطلاق، وكان أجود ما يكون في رمضان، روى الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسُه القرآن، فَلَرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة).
ففي الحديث بيان أن َّ سبب جوده وكرمه عليه الصلاة والسلام ناتج عن كثرة مدارسة القرآن؛ وذلك أنَّ القرآنَ خلقُه صلى الله عليه وسلم كما قالت عائشة رضي الله عنها، يأتمر بأوامره، ويجتنب نواهيه. فمدارسته له تجدِّد له العهد بمزيد غنى النفس، فإذا حصلت في رمضان وهو موسم الخيرات وفيه أنزل الله القرآن، والنازل به جبريل، فهذا كله من دواعي زيادة جوده وكرمه صلى الله عليه وسلم، فمَن رام زيادة جوده في هذا الشهر فعليه بكثرة ذكر الله تعالى وتلاوة كلامه وتدبره، والعمل بما أمر به وترك زواجره، يوفقه ربُّه للخيرات، ويفتح عليه من البركات.
ورحم الله الإمام محمد البشير الإبراهيمي إذ يقول: (( إن رمضان يحرك النفوس إلى الخير، ويُسكنها عن الشر، فتكون أجود بالخير من الريح المرسلة، وأبعد عن الشر من الطفولة البلهاء، ويطلقخها من أسْر العادات، ويُحررها من رق الشهوات، ويجتثُّ منها فساد الطباع ورعونة الغرائز، ويطوف عليها في أيامه بمحكمات الصبر ومثبَّتات العزيمة، وفي لياليه بأسباب الاتصال بالله والقُرب منه )).
نسأل الله الكريم رب العرش العظيم التوفيق لمرضاته، واغتنام أوقات الخير بالذكر والتوبة والإنابة والاستغفار، وأن يتقبل منا شهر الصيام والقيام، وأن يرفع ما حلَّ بهذه الأمة من هموم وغموم، وبلاء ومحن، إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://http-albanat.rigala.net
~أمينة*الله~
مُؤَسِّسَةُ المُنْتَدَى
مُؤَسِّسَةُ المُنْتَدَى
~أمينة*الله~


المساهمات : 30
تاريخ التسجيل : 05/05/2017
العمر : 20
الموقع : باتنة

	نصائح و توجيهات في استقبال رمضان لبعض المشايخ و العلماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: نصائح و توجيهات في استقبال رمضان لبعض المشايخ و العلماء   	نصائح و توجيهات في استقبال رمضان لبعض المشايخ و العلماء I_icon_minitimeالأربعاء مايو 24, 2017 8:47 pm



رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة
لا موسم النوم والكسل للشيخ فركوس حفظه الله



الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد
:
فشهرُ رمضانَ موسمُ خيرٍ وبَرَكةٍ، تُرْجَى فيه التوبةُ والمغفرة، وتُزَكَّى فيه النفسُ بطاعة الله فيما أَمَر، والانتهاءِ عمَّا نهى وزَجَر، وتُدَرَّبُ على كمال العبودية لله تعالى؛ فالصيامُ يحفظ للصائم صحَّةَ بدنه، ويُشْعِره بنعمة الله عليه، فيُقْبِل على رمضان بالصيام، ويجتهد في حُسْنِ عبادته استجابةً لنداء المنادي: (يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ)(1)، فيطوِّعُ نَفْسَه الأمَّارةَ بالسوء بكسرِ شهواتها والتحرُّر مِنْ مألوفها حتَّى تصيرَ مُطمئِنَّةً؛ فيتدرَّجُ بها في منازلِ الطاعة ويرتقي بها إلى مَصافِّ أهل التقوى والدِّين. قال ابنُ القيِّم ـ رحمه الله ـ: «فالصومُ يحفظ على القلب والجوارحِ صحَّتَها، ويُعيدُ إليها ما استلبَتْه منها أيدي الشهوات؛ فهو مِنْ أكبرِ العون على التقوى كما قال تعالى: (يَأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ١٨٣) [البقرة]، وقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: (الصِّيامُ جُنَّةٌ)(2)، وأمَرَ مَنِ اشتدَّتْ عليه شهوةُ النكاح ولا قُدرةَ له عليه بالصيام وجَعَله وِجَاءَ هذه الشهوة. والمقصودُ: أنَّ مصالحَ الصومِ لَمَّا كانَتْ مشهودةً بالعقول السليمة والفِطَرِ المستقيمة شَرَعَه اللهُ لعباده رحمةً بهم وإحسانًا إليهم وحِمْيةً لهم وجُنَّةً(3).
هذا، والنومُ معدودٌ مِنَ السنن الفطرية التي يحتاج إليها البدنُ للراحة والتقوِّي على الأعمال الدينية والطاعات، وعلى الأعمال الدنيوية مِنَ التكسُّب والاحتراف والاسترزاق؛ لأنَّ للبدنِ حقَّه مِنْ مَلاذِّ الحياة والراحة؛ فله أَنْ يأخذَ حقَّه مِنَ النوم بالليل ويَقِيلَ بالنهار؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: (قِيلُوا؛ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَا تَقِيلُ)(4)، غَيْرَ أنَّ الإسراف في النوم وسائرِ المباحات والإكثارَ منها مضرَّةٌ للنفس والبدن، والعلماءُ وإِنْ أجمعوا على أنَّ الصائم إذا استيقظ في النهار ولو لحظةً واحدةً وكان قد نوى الصيامَ مِنَ الليل فإنَّ صيامه صحيحٌ، فإِنِ استغرقَ جميعَ النهار بالنوم فالجمهورُ على أنَّ صيامه صحيحٌ لأنَّ النومَ لا يُنافي الصيامَ(5)، إلَّا أنَّ ترجيحَ مذهبِ الجمهور مِنْ حيثُ الحكمُ لا يعني جوازَ الإسراف في النوم تجاوُزًا لمقدارِ حاجة البدن إليه؛ لِمَا في الإكثار مِنَ النوم مِنْ تفويتٍ عريضٍ لمطالبِ الدِّين والحياة، وتعويدِ النفس على الخمول والكسل والركون إلى الراحةِ؛ الأمرُ الذي يُفْضي إلى استثقال العبادات، وصعوبةِ أداء الطاعات، والتخلِّي عن المستحَبَّات، والقصورِ في المهمَّات ومصالح الحياة.
كما أنَّ أَخْذَ النفس بالمشقَّة وحرمانَها مِنَ النوم زهادةً وعبادةً يُعَدُّ ــ مِنْ جهةٍ أخرى ــ خروجًا عنِ السنَّة المطهَّرةِ والفطرة السليمة؛ فقَدْ كان مِنْ هدي النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنه ينام ويصلِّي ويصومُ ويُفْطِر؛ فقَدْ ثَبَت مِنْ حديثِ أنسِ بْنِ مالكٍ رضي الله عنه أنه قال: ((جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا فَقَالُوا: (وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم؟ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ)، قَالَ أَحَدُهُمْ: (أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا)، وَقَالَ آخَرُ: (أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلاَ أُفْطِرُ)، وَقَالَ آخَرُ: (أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا)، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم إِلَيْهِمْ فَقَالَ: (أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا؟! أَمَا وَاللهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ للهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ؛ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي) ))(6).
والسببُ الرئيسُ في استغراق ساعاتِ نهارِ رمضانَ في النوم يرجع إلى استهلاكِ لياليه بالسَّهَرِ والسَّمَرِ، وقد يُسْتَتْبَع ذلك باللهو والباطل ممَّا في الإنسان إليه ميولٌ وشهوةٌ، أو التشاغلِ بما لا يُرضي اللهَ تعالى مِنْ آفات اللسان والجوارح والخوضِ مع الخائضين، وغيرِها ممَّا فيه مَضَرَّةٌ مجرَّدةٌ عن المنافع.
ولا يُساوِرني شكٌّ في أنَّ المبادَرة إلى النوم بتزويد الجسد بما يَستحِقُّه منه أفضلُ مِنَ التشاغُلِ بالسَّهَرِ والسَّمَرِ والحديثِ فيما لا طائلَ تَحْتَه، إلَّا إذا كان السَّمَرُ لِمُصَلٍّ أو مسافرٍ أو لإصلاحِ ذات البين أو لأمرٍ مِنْ أمور المسلمين(7)؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: (لَا سَمَرَ إِلَّا لِمُصَلٍّ أَوْ مُسَافِرٍ)(Cool؛ (فالسَّمَرُ في العلمِ يُلْحَقُ بالسَّمَرِ في الصلاة نافلةً، وقد سَمَرَ عُمَرُ مَعَ أَبِي مُوسَى فِي مُذَاكَرَةِ الفِقْهِ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: الصَّلَاةُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَنَا فِي صَلَاةٍ)(9).
كما يُلاحَظ ــ مِنْ زاويةٍ أخرى ــ أنَّ استهلاكَ الليل بالسَّهَرِ يُسْكِبُ الساهرَ فتورًا يدفعه إلى النوم طِوَالَ ساعات النهار؛ الأمرُ الذي يُخالِفُ فيه السنَّةَ المطهَّرةَ ــ كما تقدَّم ــ وتضيعُ منه مصالحُ جمَّةٌ، ويُجانِبُ الفطرةَ البشرية، فقَدْ جَعَل اللهُ الليلَ سكنًا والنومَ يغشى الناسَ لِتَسْكُنَ حركاتُهم الضارَّةُ وتحصلَ راحتُهم النافعةُ، وجَعَل النهارَ للانتشار وطلبِ المعاش، قال تعالى: (وَجَعَلۡنَا نَوۡمَكُمۡ سُبَاتٗا 9 وَجَعَلۡنَا ٱلَّيۡلَ لِبَاسٗا 10 وَجَعَلۡنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشٗا 11) [النبأ]، وقال تعالى: (وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ لِبَاسٗا وَٱلنَّوۡمَ سُبَاتٗا وَجَعَلَ ٱلنَّهَارَ نُشُورٗا 47) [الفرقان]، وقال تعالى: (ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ لِتَسۡكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبۡصِرًا) [غافر: 61].
لذلك كان جديرًا بالصائم ــ بعد أَنْ يسَّر اللهُ له حظَّه مِنْ قيام الليل ــ أَنْ يتركَ السَّهَرَ والسَّمَرَ ويُبادِرَ إلى النوم الْتماسًا للسُّحور فإنَّ فيه بَرَكةً(10)، ولشهود الخيرات، ومِنْ أعظمها قَدْرًا عند الله الصلواتُ في أوقاتها ومع الجماعة؛ فقَدْ سُئِلَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: (أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟) قَالَ: (الصَّلَاةُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا)(11)، وتضييعُ الصلواتِ عن وقتها خطرٌ عظيمٌ ينبغي الحذرُ منه ومِنْ تفويتها بنومٍ أو بغيره مِنَ المنافع المباحةِ، بَلْهَ إذا كان التشاغلُ عنها بشيءٍ مِنَ الذنوب والمعاصي؛ فإنَّ الجريمةَ أكْبَرُ وأعْظَمُ، وقد رتَّب اللهُ تعالى الوعيدَ الشديد على إضاعة الصلوات والغفلة عنها فقال تعالى: (فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ غَيًّا59) [مريم]، وقال تعالىSadفَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ 4 ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ 5) [الماعون]، ولم يرخِّصِ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم للضريرِ في أَنْ يصلِّيَ في بيتِه فقال له: (لَا أَجِدُ لَكَ رُخْصَةً)(12)، وغيرُه ممَّنْ لا عُذْرَ له مِنْ بابٍ أَوْلى.
وإذا كانَتِ الصلاةُ أهَمَّ ركنٍ بعد التوحيد فهي عمادُ الدين الذي يقوم عليه؛ فلا يُعْقَلُ صومٌ بلا صلاةٍ ولا صلاةٌ بلا صومٍ؛ لأنَّ الواجباتِ المفروضةَ تمثِّل وحدةً متماسِكةً لا تقبل التجزِئةَ؛ فهي كالبنيان المرصوص يشدُّ بعضُه بعضًا؛ لذلك يَبْعُدُ أَنْ يكون صومُ المفرِّط في الصلاة بالتضييع والتركِ امتثالًا لأمر الله، بل صيامُه أقربُ إلى تقليد الناس أو متابعةٍ لأهلِه أو محاكاةٍ لأهل بلدِه؛ لأنَّ الممتثِلَ خائفٌ مِنَ الوعيد وراجٍ لرحمة الله تعالى، يصومه إيمانًا بأنَّ اللهَ تعالى فَرَضَه عليه، واحتسابًا لِمَا عند اللهِ مِنْ ثوابٍ وأجرٍ، وعلى الحريص على ما ينفعه أَنْ يتَّخِذَ الأسبابَ التي تُوقِظُه للصلاة، ومنها المبادرةُ إلى النوم، وتركُ الإسراف فيه، واتِّخاذُ منبِّهٍ يحسِّسه بأمر الصلاة.
ومِنَ الخيرات التي ينبغي أَنْ يُسارِعَ إليها الصائم في كُلِّ وقتٍ ـ وخاصَّةً في رمضان ـ مع اجتناب النوم الكثير كي لا يكون عائقًا عن نيلِ حظِّه بالقيام بها مِنْ حصول المغفرة والعتقِ مِنَ النار: الإكثارُ مِنْ ذِكْرِ الله والاستغفار والدعاء وتلاوة القرآن بالاجتهاد في ذِكْرِه وشكرِه وحُسْنِ عبادتِه؛ فقَدْ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: (مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلًا قَطُّ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ مِنْ ذِكْرِ اللهِ)(13)، وقد أَمَر اللهُ تعالى عبادَه بدعائه فقال: (ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡ) [غافر60]، وأخبرهم أنه قريبٌ يُجيب دعاءَهم فقال: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) [البقرة:186 ]، ومِنْ مقتضَيَاتِ استجابة الدعاءِ: الاستقامةُ على الدين، والعزمُ في المسألة، واختيارُ الأوقات المناسِبة المقتضِيَةِ لاستجابة الدعاء، واليقينُ بالإجابة، والإلحاحُ على الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاتِه العُلَى، وأَنْ يجتنبَ موانعَ الاستجابة مِنْ تركِ الواجبات وفعلِ المحرَّماتِ والمعاصي، وأكلِ المال الحرام، والاعتداءِ في الدعاء، ونحوِ ذلك، كما يحرِصُ الصائمُ في رمضان على الجودِ وفعلِ الخيرات وبذلِ المعروف والإحسانِ وإطعامِ الطعام؛ فقَدْ (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ)(14)، وعليه أَنْ يَغْتَنِمَ الأوقاتَ الفاضلةَ في الذِّكْر والطاعة والجودِ ولا يضيِّعَها بالنوم الكثير المفوِّت لمصالح الدِّين والحياة.
نسأل اللهَ أَنْ يُصْلِحَ أحوالَنا ويُعْلِيَ هِمَّتَنا في الخير ويفقِّهَنَا في الدين ويثبِّتَنا على الحقِّ ويُعينَنا على طاعته وحُسْنِ عبادته.
والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ



(1) أخرجه الترمذيُّ في (الصوم) بابُ ما جاء في فضلِ شهرِ رمضان (682)، وابنُ ماجه في (الصيام) بابُ ما جاء في فضلِ شهر رمضان (1642)، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه. وحسَّنه الألبانيُّ في (صحيح الجامع) (759).
(2) أخرجه البخاريُّ في (الصوم) بابُ فضلِ الصوم (1894)، ومسلمٌ في (الصيام) (1151)، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.
(3) (زاد المَعاد) لابن القيِّم (2/ 29).
(4) أخرجه الطبرانيُّ في (الأوسط) (1/ 13)، مِنْ حديثِ أنسٍ رضي الله عنه. وحسَّنه الألبانيُّ في (السلسلة الصحيحة) (1647).
(5) انظر: (المجموع) للنووي (6/ 346)، (المغني) لابن قدامة (3/ 98).
(6) أخرجه البخاريُّ في (النكاح) باب الترغيب في النكاح (5063)، ومسلمٌ في (النكاح) (1401).
(7) وقد( كَانَ رَسُولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم يَسْمُرُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فِي الأَمْرِ مِنْ أَمْرِ المُسْلِمِينَ) [أخرجه الترمذيُّ (169) مِنْ حديثِ عمر رضي الله عنه. انظر: (فتح الباري) لابن حجر (1/ 213)، و(الصحيحة) للألباني (2781)].
(Cool أخرجه أحمد (4244) مِنْ حديثِ ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه. وحسَّنه الألبانيُّ في (السلسلة الصحيحة) (2435).
(9) (فتح الباري) لابن حجر (1/ 213).
(10) وفي الحديث: (تَسَحَّرُوا؛ فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً) [أخرجه البخاريُّ (1923)، ومسلمٌ (1095)، عن أنس بنِ مالكٍ رضي الله عنه].
(11) أخرجه أبو داود في (الصلاة) بابٌ في المحافظة على وقت الصلوات (426)، والترمذيُّ في (الصلاة) بابُ ما جاء في الوقت الأوَّل مِنَ الفضل (170)، مِنْ حديثِ أمِّ فروة رضي الله عنها. وصحَّحه الألبانيُّ في (صحيح الجامع) (1093).
(12) أخرجه أبو داود في (الصلاة) بابٌ في التشديد في تركِ الجماعة (552) مِنْ حديثِ ابنِ أمِّ مكتومٍ رضي الله عنه. وصحَّحه النوويُّ في (المجموع) (4/ 191)، والألبانيُّ في (صحيح أبي داود) (3/ 71).
(13) أخرجه أحمد (22079) مِنْ حديثِ معاذ بنِ جبلٍ رضي الله عنه. وحسَّنه العراقيُّ في (تخريج الإحياء) (1/ 237)، وصحَّحه الألبانيُّ في (صحيح الجامع) (5644).
(14) أخرجه البخاريُّ في (الصوم) باب: أجودُ ما كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يكون في رمضانَ (1902)، ومسلمٌ في (الفضائل) (2308)، مِنْ حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://http-albanat.rigala.net
~أمينة*الله~
مُؤَسِّسَةُ المُنْتَدَى
مُؤَسِّسَةُ المُنْتَدَى
~أمينة*الله~


المساهمات : 30
تاريخ التسجيل : 05/05/2017
العمر : 20
الموقع : باتنة

	نصائح و توجيهات في استقبال رمضان لبعض المشايخ و العلماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: نصائح و توجيهات في استقبال رمضان لبعض المشايخ و العلماء   	نصائح و توجيهات في استقبال رمضان لبعض المشايخ و العلماء I_icon_minitimeالأربعاء مايو 24, 2017 8:48 pm

نصيحة بمناسبة قدوم شهر رمضان للشيخ الإمام بن باز رحمه الله


نحن في بداية شهر رمضان الكريم، هل من نصيحة أو كلمة تتفضلون بها للمسلمين في هذا الشهر المبارك؟


نعم، شهر رمضان المبارك الواجب على المسلمين أن يعزموا العزم الصادق على صومه، وأن يصونوا صومهم عما حرم الله من الغيبة والنميمة وسائر المعاصي، فهو شهر كريم جعل الله صيامه فريضة وجعل قيام ليله تطوعاً، وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، وقال صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)، وقال صلى الله عليه و سلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)، وقال عليه الصلاة والسلام: (الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم)، وسوف ننشر إن شاء الله نصيحة في أول الشهر في هذا المعنى، نسأل الله أن ينفع بها الناس. - الواقع أن للمستمعين حقاً في هذا البرنامج -سماحة الشيخ- فهل تتفضلون باستيفاء هذا المعنى للمستمعين الذين قد لا يقرؤون؟ ج/ مثلما تقدم، الواجب عليهم أن يصوموه متى ثبت، أن يصوموه وأن يتقوا الله وأن يصونوا صومهم عما حرم الله، ويشرع لهم الاجتهاد في أنواع الذكر والعبادة والصدقات حتى يكملوه، وأن يعزموا عزما صادقا أن يستقيموا على طاعة الله بعد رمضان كما استقاموا في رمضان، وأن يحذروا ما نهى الله عنه في كل وقت؛ لأن الله أوجب عليهم أن يوأدوا حقه في جميع الأوقات، وأن يحذروا ما نهى عنه في جميع الأوقات، ولكن وقت رمضان يكون أخص بمزيد من العناية، فإن رمضان شهر عظيم، وهو أفضل الشهور، فالواجب أن يخص بمزيد عناية في أداء ما أوجب الله وترك ما حرم الله، وصيانة الصوم عما يجرحه من سائر المعاصي، نسأل الله لجميع المسلمين الهداية والتوفيق ونسأل الله أن يبلغنا وجميع المسلمين صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً وأن ينصر دينه ويعلي كلمته، وأن يصلح ولاة أمور المسلمين، وأن يعينهم على كل خير، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في عباد الله.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://http-albanat.rigala.net
~أمينة*الله~
مُؤَسِّسَةُ المُنْتَدَى
مُؤَسِّسَةُ المُنْتَدَى
~أمينة*الله~


المساهمات : 30
تاريخ التسجيل : 05/05/2017
العمر : 20
الموقع : باتنة

	نصائح و توجيهات في استقبال رمضان لبعض المشايخ و العلماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: نصائح و توجيهات في استقبال رمضان لبعض المشايخ و العلماء   	نصائح و توجيهات في استقبال رمضان لبعض المشايخ و العلماء I_icon_minitimeالأربعاء مايو 24, 2017 8:49 pm

منقووووووووووووووووووووووووووول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://http-albanat.rigala.net
 
نصائح و توجيهات في استقبال رمضان لبعض المشايخ و العلماء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مدرسة ~البنوتات~ :: منتدى الاسلامي العام :: قسم المواضيع العامة :: قسم المواضيع الاسلاآآمية-
انتقل الى: